المصدر:موقع Dw

 

اي الوقت الذي يتسابق فيه معظم اللاعبين في صناعة السيارات لطرح السيارات الكهربائية بأنواعها المختلفة بالأسواق في أقرب وقت ممكن، فإن شريحة كبيرة من المستهلكين تشكك في "ثورة السيارات الكهربائية" القادمة.

أدى ذلك إلى ظهور قائمة طويلة من الأساطير وأنصاف الحقائق حول السيارات التي تعمل بالبطاريات. ولعل من أكثر تلك الأساطير انتشاراً اعتقادٌ سائدٌ بين الكثيرين أن المركبات الكهربائية هي في الواقع أسوأ بالنسبة للبيئة من السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين.

ظاهرياً، يبدو الأمر غير معقول.. فكيف يمكن أن تؤثر سيارة تعمل بالبطارية ومن دون انبعاثات تمامًا، بشكل سلبي على البيئة أكثر من تلك التي تضخ باستمرار ثاني أكسيد الكربون والملوثات الأخرى في البيئة. لكن الحقيقة بالطبع أعمق من ذلك بكثير.

مصدر الطاقة للسيارات الكهربية

على الرغم من أن هذه  السيارة الكهربائية  قد تعمل بشكل نظيف، إلا أن الكهرباء التي تشغلها يجب أن تأتي من مكان ما.

يقول النقاد إن هذا هو أصل المشكلة. إذ لا تزال العديد من مناطق العالم تحصل على الغالبية العظمى من الكهرباء من مصادر مثل الفحم أو الغاز الطبيعي، مما يؤدي إلى انبعاثات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. ويضيف هؤلاء النقاد أنه عند إجراء الحسابات سنرى أن المركبات الكهربائية ليست أفضل بفارق كبيرة من سيارة بمحرك احتراق داخلي.

تستند السطور التالية إلى أرقام وإحصاءات أجريت في الولايات المتحدة اعتماداً على كم كبير من  البيانات جمعتها وكالة حماية البيئة  لتحديد التأثير البيئي لصناعة النقل، بحسب ما نشر موقع "سي نت" التقني المتخصص.

من المعروف علمياً أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تعد  المساهم الأكثر أهمية في تغير المناخ، كما ترجع أهمية تلك الانبعاثات إلى أنها الطريقة الأكثر مباشرة لمقارنة التأثير البيئي للسيارة الكهربائية مع السيارات التقليدية.

أجريت المقارنة بين سيارتي تسلا 3 الكهربية وسيارة  BMW M340i xDrive ، وكلاهما لديه القوة نفسها تقريبًا (382 حصانًا على وجه الدقة) ولديهما نظام دفع رباعي.

وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية فإن منطقة الغرب الأوسط من الولايات المتحدة تحصل على 14 بالمائة فقط من طاقتها من مصادر متجددة. وفي ولايات تلك المنطقة يكون الشتاء قارصاً وبالتالي يجب أن تحتوي السيارات على أنظمة تدفئة قوية.

بالمقارنة نجد أنه في ولاية ويسكونسن، ستولد سيارة تسلا من طراز 3 نحو 210 غرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل ميل قيادة. يتضمن ذلك جميع الانبعاثات ليس فقط من توليد الطاقة التي تحرك السيارة ولكن أيضًا النفقات العامة والخسائر التي ينطوي عليها نقل تلك الطاقة عبر شبكة الكهرباء.

وماذا عن السيارة بي ام دبليو؟ عندما تقود سيارة تعمل بالغاز لا يؤثر ذلك كثيرًا على  حجم الانبعاثات الصادرة عنها. تقول الشركة إن طراز M340i xDrive ينبعث منه 168 غرامًا من الكربون لكل كيلومتر، أي نحو 269 غرامًا من الكربون لكل ميل.

وفقًا لوزارة الطاقة الأمريكية، فإن مقابل كل أربعة غالونات من الوقود تحرق في الولايات المتحدة، يتم حرق غالون إضافي أثناء نقل هذا البنزين إلى المضخة. لذا، ولتكون الأرقام دقيقة، فإننا نحتاج حقًا إلى زيادة معدل إنتاج الكربون في سيارة BMW بنسبة 25 بالمائة أخرى. ما يعني أن الرقم الإجمالي سيصل إلى 336 غرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل ميل، بنسبة تصل إلى 50 بالمائة أكبر من تسلا.

 

السيارة الكهربية.. الأفضل للبيئة

لكن إنتاج البطاريات لسيارات تسلا أمر يحتاج أيضاً للتدقيق - خاصة ما يتعلق بتأثير استخراج المواد الخام - على الرغم من عدم إتاحة الشركة لأي أرقام عن ذلك.

 

الصورة الأكثر شمولاً تأتي من دراسة أنتجتها شركة سيركيولار اينرجي ستوريج Circular Energy Storage، وهي نفسها تستند إلى بيانات من  معمل أبحاث أرغوني الوطني Argonne National Lab ، الذي ينشر أرقامًا وبيانات شاملة عن التأثير البيئي لجميع أنواع السيارات.

تقدر تلك البيانات أن 7300 كغم من ثاني أكسيد الكربون يتم توليدها من أجل إنشاء بطارية تسلا لحزمة طاقة تقدر بنحو 100 كيلو وات/ ساعة. نظرًا لأن الطراز 3 يحتوي على حزمة بطارية تبلغ 75 كيلو وات في الساعة تقريبًا، فمن الممكن تقليل هذا الرقم إلى 5500 كغم من ثاني أكسيد الكربون. هذا يعني أن تسلا لديها عائق كبير عليها التغلب عليه.

وحتى عند استخدام الكهرباء - التي تأتي إلى حد كبير من الفحم والوقود الأحفوري- لشحن السيارات، فإن المركبات الكهربائية لها تأثير أقل بكثير على البيئة من السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين. وبالتالي واستنادًا إلى الأرقام السابقة فإن السيارة الكهربية ستكون أنظف من السيارة العادية واكثر أماناً للبيئة.