المصدر :موقع dw 

تُعتبر محمية جزر النخيل المؤلفة من ثلاث جزر من أكثر المحميات غنى بالتنوع السمكي والطيور البحرية

محمية جزر النخيل اللبنانية توجد ضمن قائمة اليونسكو للمحميات البحرية العالمية لما تتضمنه من تنوع سمكي ومن حيوانات مهددة بالانقراض. بيد أن هذا الكنز الطبيعي بات مهددا بالضياع بسبب الثلوث، ما جعل باحثين يدقون ناقوس الخطر.

تُعتبر محمية جزر النخيل المؤلفة من ثلاث جزر من أكثر المحميات غنى بالتنوع السمكي والطيور البحرية .

تهدد "مستويات عالية من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة" المضرّة بالإنسان مجموعة جزر النخيل الصغيرة الواقعة قبالة شاطئ طرابلس قي شمال لبنان والمدرجة على قائمة اليونسكو للمحميات البحرية العالمية، بحسب ما أظهرت دراسة نُشرت نتائجها الثلاثاء (الأول من فبراير/شباط 2022).

وهدفت الدراسة التي أجراها فريق من طلاب الكيمياء في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU)، بقيادة أستاذ الكيمياء المساعد إلياس عاقوري، إلى "توصيف التلوث البلاستيكي في مياه البحر الأبيض المتوسط والحد من آثاره المدمرة تحديداً على شاطئ طرابلس ومحمية جزر النخيل الواقعة قربه"، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

وأدرجت محمية جزر النخيل الطبيعية على قائمة اليونسكو للمحميات البحرية العالمية بتاريخ 9 مارس/ آذار 1992. وتُعتبر المحمية المؤلفة من ثلاث جزر والمعروفة أيضاً باسم جزيرة الأرانب، من أكثر المحميات غنى بالتنوع السمكي والطيور البحرية، وتعيش فيها حيوانات مهددة بالانقراض كالأرانب وفقمة الراهب والسلاحف البحرية وأنواع استثنائية من الفراشات الملونة.

جزر النخيل، التي تبعد عن شاطئ طرابلس نحو خمسة كيلومترات وتبلغ مساحتها الإجمالية 2,4 كيلومتر مربع تقريباً، تشكل أيضا موئلا للطيور المهاجرة وبعض النباتات التي يمكن استخدامها لأغراض طبية وفيها آبار مياه عذبة. إلا أن الدراسات البيئية أظهرت مؤخراً "وجود مستويات مثيرة للقلق من المعادن الثقيلة والنفايات الصلبة والملوثات الكيميائية السامة"، بحسب بيان للجامعة، مما حدا بعاقوري إلى تشكيل بعثة ميدانية من الطلاب لإجراء تحقيق بشأن وضع الموقع.

تبعد جزر النخيل عن شاطئ طرابلس بنحو خمسة كيلومترات وتبلغ مساحتها الإجمالية 2,4 كيلومتر مربع تقريباً النخيل عن شاطئ طرابلس بنحو خمسة كيلومترات وتبلغ مساحتها الإجمالية 2,4 كيلومتر مربع تقريباً

وأظهرت نتائج الدراسة "أمورا مهمة لجهة تحديد مستويات عالية من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة المعروفة باسم الفثالات"، تجاوزت معدلاتها "المعايير التي حددتها المنظمات الدولية".

و"يؤدي التعرض المفرط للإنسان لهذه المواد من خلال الابتلاع والاستنشاق وحتى من خلال ملامسة الجلد، إلى الكثير من الحالات الصحية"، بحسب البيان، ومنها الربو وسرطان الثدي والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني ومشاكل النمو العصبي.

وقال عاقوري إن "الجسيمات البلاستيكية هي جزيئات تتراكم في البيئة البحرية وتطلق الفثالات، وهي مواد كيميائية سامة تؤدي إلى اضطراب الهرمونات وتتداخل مع الهرمونات الجنسية الذكرية، وتقلل من خصوبة الإناث وتزيد من العيوب أو التشوهات الخلقية". وأوضح المشرف على الدراسة أن "التلوث ازداد بفعل الجسيمات البلاستيكية بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب غياب الرقابة وسوء الإدارة من قبل الهيئات التنظيمية، ما أدى إلى سرعة انتشار تلوث المياه والتربة والهواء".

ولاحظ الباحث أن "غياب البنية التحتية الفاعلة لمعالجة النفايات إلى جانب انعدام الرقابة على الملوثات الصناعية والمنزلية المصرفة في البحار والأنهار في لبنان تؤدي إلى تدهور تدريجي في جودة المياه السطحية والبحرية".

 

هـ.د/ص.ش (أ ف ب)