بلدة ياطر

من نورها تقطف الشمس اشعتها ومن بين روابيها الخضراء تقطف الازهار رحيقها، عاملية جنوبية وارض للعلماء والابرارالابطال ومصيف للأمراء ورجال الدين والأجلاء. كبيرة بمساحتها، عريقة بامجادها، شامخة بنخبها، وارفة باخضرارها، غنية بإنمائها، شهدت نقلة نوعية بالعمل الإنمائي الممتازعلى صعيد البنى التحتية والتنمية البشرية ...

تقع في قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية حيث تبعد عن مركزالمحافظة نحو 45 كلم وعن مدينة صور 20 كلم، أماعن عاصمة النور والنهضة بيروت فتبعد 100 كلم، مساحتها الاجمالية نحو25 كلم2 وهي من كبرى بلدات قضاء بنت جبيل من حيث المساحة .

وبالطبع فهي بلدة مترامية الأطراف نظراً لمساحتها الجغرافية الواسعة ، تحدها بلدات عدة مثل : زبقين، طيرحرفا، بيت ليف، صربين، كفرا، صديقين وجبال البطم ... ترتفع عن سطح البحر 720 م ونذكر انها ترتفع عن جارتها صديقين التي تبعدعنها اقل من 7 كلم نحو 400 م بارتفاع عامودي وهذا يدل على اطلالتها واشراقتها الرائعة على محيطها، نصل اليها عبر صور، قانا، صديقين، كفرا وكذلك من بلدات جبال البطم وزبقين وصربين المجاورة ...

 

تشتهر ياطر زراعياً بزراعة التبغ ذي الجودة والنوعية والكمية المميزة، فضلاًعن زراعة الزيتون، والتين والعنب ... ويذكر ان المساحات الخضراء تغطي القسم الاكبر من البلدة . فيها من اشجار السنديان والصنوبر الذي لاقى نصيبه من العدوان الاسرائيلي فأحرق قسماً من هذه الاحراج حيث تعيد البلدية اليوم هذا الغطاء الاخضر للبلدة من خلال حملات التحريج والتشجير المستمرة .

 
والجديد ذكره ان ياطر صنفت بالمرتبة الثالثة في لبنان من حيث جودة المناخ في اربعينيات القرن المنصرم وكانت مقصداً للمصطافين ومركزاً لعلماء الدين امثال المقدس السيد عبد الحسين شرف الدين، كما تمتاز بخصوبة أرضها ويوجد فيها عدد من العيون والينابيع مثل عين الضيعة بالإضافة لعدد من الآبار الإرتوازية الخاصة والعامة.


اسمها جديد استحدثه الفرنسيون في العام 1920 من القرن المنصرم حيث كان في السابق "ياثر"ويقال انه يعود للنبي ياثر (ع) وذلك لانه في للغة الفرنسية لايوجد حرف "ث" فكتبت بالطاء واصبحت "ياطر - Yatar"
اما اثناء الاستعمار الانكليزي فبقي الاسم بحرف الثاء "th" لانه موجود في اللغة الانكليزية.

وتدل الاكتشافات التاريخية على ان ياطر بلدة قديمة العهد وتعتبر من بلاد الكنعانيين تتبع لمنطقة جبل عامل التي اكتسبت اسمها من اسم عاملة ابن سبأ الذي نزح من قبيلة يمنية عربية امتد وجودها من صيدا الى عكا، ومن جبل الشيخ الى ساحل البحر وصولاً الى منطقتنا هذه قبل ميلاد السيد المسيح (ع) بمئة عام ، وكان يطلق على هذه البلاد آنذاك ارض الجليل اوجليل الامم.

المهندس الزراعي حسين علي عقيل سويدان