viu1269562347s.jpg
Yatar-Logo1.png
yatar-pool.jpg

الزوار

We have 40 guests and no members online

عن الإمام الصادق ع : إن الله عز وجل اوحى الى آدم ع : إني جامعٌ لك الكلام كله في أربع كلم ، قال : يا رب وما هن ؟ فقال واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة في ما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين الناس .
قال : يا ربِّ بيّنهن لي حتى اعمل بهن ، قال أما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئاً ، وأما التي لك فأجزيك بعملك أحوج ما تكون اليه، وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعليّ الإجابة، وأما التي بينك وبين الناس فترضَ للناس ما ترضى لنفسك .    

وفيات


إنا لله وإنا اليه راجعون
إنتقلت الى رحمة الله تعالى
المرحومة
فاطمة محمد رملاوي – الحاجة أم ماهر كوراني
حرم الحاج محمد محمود علي كوراني
وقد شيّع جثمانها الطاهر الى مثواه الأخير في جبانة بلدتها ياطر عند الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الأربعاء الواقع فيه أول أيار 2024
تغمد الله فقيدتنا بواسع رحمته وأسكنها فسيح جنانه .

طلال سلمان / السفير العربي 

 مع العاشر من شهر رمضان المبارك، تعود إلى الذاكرة وقائع ذلك اليوم المجيد (الذي صادف وقوعه في السادس من شهر تشرين الاول ـ اكتوبر 1973) وفيه أمكن للهجوم الذي شنته القوات المصرية والسورية في جهد مشترك لتحرير الارض التي يحتلها العدو الاسرائيلي وعنوانها: صحراء سيناء حتى قناة السويس، وتعطيل هذا المرفق الاستراتيجي الحيوي بالنسبة لمصر، وعلى الجبهة السورية هضبة الجولان وما أحاط بها من ارض منبسطة تشرف على حوران.

 كان الرئيسان انور السادات وحافظ الاسد قد التقيا أكثر من مرة، اثناء التخطيط للحرب المشتركة، وحددا مهمات كل من الجيشين الشقيقين في مواجهة العدو الواحد لهما، كما لكل العرب، الجيش الاسرائيلي، المتباهي بانتصاراته السابقة (خصوصا في حرب 1967).

 كان التوقيت للهجوم المشترك ممتازاً ولا يمكن للعدو أن يتوقع أن يقوم به جيشان من الصائمين (في العاشر من رمضان المبارك).. وفي ذروة الحر.. (الساعة الثانية بعد الظهر..)

 ولقد نجحت القفزة الأولى للجيشين: عبر الجيش المصري قناة السويس (الحاجز المائي عبر جسور خشبية وحديدية بناها تحت قصف عنيف) وتقدم نحو خط “بارليف” فدمره، وتمكن من اسر عشرات من جنود العدو، فضلاً عن قتل اعداد منهم… كما امكن للجيش السوري أن يستعيد هضبة الجولان وان يتقدم في اتجاه بحيرة طبريا، حيث كان الرئيس السوري حافظ الاسد يسبح فيها، قبل احتلال الجولان (كما ابلغ وزير الخارجية الاميركي الداهية هنري كيسنجر الذي كان في صحبة رئيسه نيكسون، في وقت لاحق..)

أيننا اليوم من ذلك الزمن ولاد الأمل؟

 لقد اوقف السادات الحرب بعد ايام معدودة، تاركا الفرصة لشارون أن يقود قوة من المظليين ليهبطوا في جزيرة صغيرة تقع في مجرى قناة السويس، بينما الجيش المصري قد اوقف حربه بأمر السادات، تاركاً الجيش السوري يكمل الحرب وحيداً، خلافا للاتفاق التاريخي.. ولقد جاءت نجدة سريعة من الجيش العراقي، اضطرت معها الدبابات للسير على جنازيرها..

لكن الوقت كان قد تأخر. واضطر حافظ الاسد إلى قبول هدنة تولى ترتيبها وزير الخارجية الاميركية الداهية هنري كيسنجر.

أين نحن من ذلك الزمن؟

 

  لقد صالح انور السادات العدو الاسرائيلي، وذهب فخطب امام الكنيست، وسط ذهول الاسرائيليين الذين لم يصدقوا أن رئيس مصر قد جاءهم مصالحاً على دماء جنوده الشهداء، ودماء الجنود الشهداء من الجيش السوري وسائر الجنود العرب الذين ارادوا أن يشاركوا في شرف التحرير وعقد التحالف المقدس مع الرئيس السوري “حافظ الاسد”..

 فضلاً عن خيبة امل الشعب الفلسطيني الذي اخذته احلامه إلى اقتراب عهد التحرير واستعادة الارض المقدسة.. والحياة في ارضهم الحرة بعد عصر من قهر الاحتلال وعسفه وتجبره وتحكمه بحياتهم، وطردهم من ارضهم، وحصرهم في بعض انحاء الضفة الغربية، التي أعلن مؤخراً أنه سيكمل احتلاله الارض الفلسطينية حتى “الاغوار” وهي تتبع المملكة الاردنية الآن، وتتوزع في ارجائها اضرحة بعض الصحابة مع ابي عبيدة بن الجراح في معركة فتح دمشق.

 لقد حاول “حزب الله” ومعه بعض التنظيمات الشعبية (الحزب الشيوعي والقوميين السوريين) مواجهة الاحتلال بإمكانات محدود وعبر عمليات يمكن اعتبارها انتحارية.

 أما الحزب فقد يسرت له إيران امكانات ممتازة، كما أن المجاهدين من ابناء الجنوب وسائر انحاء لبنان (لا سيما بعلبك ـ الهرمل) قدموا النموذج الناجح لـ” فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى”.

.. ولقد نجح الحزب في تحرير الجنوب كله، واجبر الاحتلال الاسرائيلي على الانسحاب مدحوراً في مثل هذه الايام من العام 2000.

 ومع أن العدو الاسرائيلي عاد إلى شن الحرب في 12 تموز 2006، الا أن مجاهدي المقاومة، معززين بدعم الشعب في لبنان، وتضحيات اهل الجنوب وبيروت والشمال والجبل والبقاع، تمكنوا من الانتصار مرة أخرى، واضطر جيش الاحتلال إلى الجلاء عن الارض المقدسة وفق القرار الدولي 1701.

وما يزال العدو الاسرائيلي يواصل بطيرانه الاغارة على بعض انحاء لبنان، وأكثر على بعض انحاء سوريا في الساحل والداخل بذريعة ضرب القوات الايرانية الحليفة للجيش السوري.

 ولسوف يحتفل اللبنانيون بعد اسبوعين، بعيد الجلاء الثاني وانتصارهم عبر “حزب الله” ومعه، بعيد اجلاء المحتل الاسرائيلي.

 وكل عام وأنتم بخير. وقد امتزجت دماء شهداء الاحتلال التركي في 6 ايار مع دماء شهداء المقاومة والانتصار على الاحتلال الاسرائيلي في 25 ايار 2000 .

كل عام وانت بخير.

طلال سلمان  /  السفير العربي الإلكترونية   30/12/2019

   لكأننا مرة أخرى امام تقسيم جديد للمنطقة العربية يماثل، بل يتجاوز ذلك الذي تم بموجب معاهدة سايكس ـ بيكو، بين بريطانيا وفرنسا، في اعقاب الحرب العالمية الاولى وخروجهما منتصرين على المانيا وركام السلطنة العثمانية.التقسيم الجديد، كما توحي مقدماته، يعتمد، كقاعدة، مصادر الطاقة: الاغنى بالنفط والغاز للولايات المتحدة الاميركية، مع نتف محددة ومحدودة لبريطانيا (باعتبارها صاحبة حق في التوريث) ويمكن تقديم جائزة ترضية لفرنسا.أما شعوب المنطقة (بدولها المصطنعة والمهشمة بل المنهكة بالحروب فيها وعليها) فعليها انتظار نتائج اقتسام اقطارها، على الارض، خصوصاً وان وافداً جديداً وقويا قد دخل حلبة الصراع: روسيا بوتين..

لقد بات النفط ومعه الغاز هو الهدف.. وبات للقواعد العسكرية (جوية وبحرية) هدف محدد هو حماية منابع النفط والغاز وتأمين طرق نقله من ارض المنبع إلى القوى المهيمنة على السوق العالمية بعنوان الولايات المتحدة الاميركية.انه الاستعمار، مرة أخرى، من دون حاجة إلى الجيوش الجرارة والحروب المنهكة لتقاسم البلاد الضعيفة التي تختزن ارضها هذه الثروات الهائلة التي لم تتعب شعوبها في جنيها، وتتخذها انظمتها الآتية من الجاهلية ذريعة لاستمرارها في الهيمنة على شعوبها لأنها تملك الذهب ومعه السوط (او الرشاش) وعلى قاعدة: العصا لمن عصا..

..خصوصاً وان الطيران الحربي قد تطور كثيراً فصار بوسعه أن يخترق الاجواء البعيدة في ساعات معدودة، هذا مع العلم أن الدولة الاميركية العظمى تحتفظ بقواعد لطيرانها الحربي في العديد من الاقطار العربية الغنية بالنفط او الغاز (قطر، السعودية، الامارات، الكويت.. وصولاً إلى سلطنة عُمان، من دون أن ننسى العراق ـ ما بعد الاحتلال الاميركي ـ وسوريا مع الروس )..

حتى لبنان صار فيه قاعدة اميركية جوية (واحدة على الاقل) في مطار حالات، مع احتمال تمددها إلى مطار القليعات في الشمال. هكذا، اذن، تتوزع القواعد الحربية الاميركية على مختلف ارجاء الوطن العربي، خصوصاً المشرق، من غير أن ننسى الاساطيل الحربية الاميركية التي تمخر البحار، شرقاً وغرباً، وتطارد السفن “الغريبة” كما حصل مع الناقلة الايرانية في باب المندب، والتي عانى قائدها وبحارتها الأمريّن قبل أن يتمكنوا من الوصول بها إلى الشاطئ السوري.

على هذا فالحقيقة المرة ان الوطن العربي قد اخضع بأقطاره المختلفة إلى “الاستعمار الجديد” (وهو اسم الدلع للهيمنة الاميركية)..

ولنتذكر هنا أن مصر مكبلة بمعاهدة كامب ديفيد للصلح مع العدو الاسرائيلي، بحيث تم تحديد اعداد الجيش المصري بتشكيلاته المختلفة، وحجر عليه التحليق شرقاً (في اتجاه سيناء، ومن ثم الكيان الاسرائيلي..)

أما ليبيا فقد اختفت “جماهيرية القذافي” من الدنيا، وتشهد هذه البلاد الواسعة رحى حرب اهلية ـ عربية ـ دولية لا تنتهي.. مما فتح المجال امام الرئيس التركي اردوغان ليحاول استعادة امجاد السلطنة العثمانية بإرسال مجاميع من عسكره “لتأديب” المعترضين على سلطانه في ليبيا، متجاهلاً اعتراضات مصر والسودان وتونس التي زارها منافقاً.. فاستقبله رئيسها الجديد ببرودة، مستغربا هذه الزيارة التي لم يكن يريدها.

.. واما الجزائر فقد فرض عليها العسكر رئيساً جديداً يعترض عليه الشعب بجماهيره التي لما تغادر الشارع منذ سبعة شهور طويلة طلباً لحكم ينبع من ارادة الشعب ولا يفرضه عليه العسكر..

كذلك فان صيغة الثنائية في حكم السودان بين الشعب بملاينيه التي اقامت في الشوارع شهوراً طويلة حتى نجحت في اقتلاع الطاغية حسن البشير، وبين العسكر ممثلاً ببعض الضباط الذين “جاملوا” الثورة فانضموا إلى صفوفها وتقاسموا معها السلطة الجديدة.

..هذه السلطة تهتز الآن، خصوصاً بأفضال الذهب الخليجي الذي يحاول به الامراء والشيوخ “شراء” الثورة السلمية ا لرائعة لشعب السودان..

ومع تمني التغيير الجذري والشامل في مختلف ارجاء الوطن العربي، لا بد أن نتغلب على الصعوبات ونحن نتمنى الخير للأمة.

 .. وكل عام وأنتم بخير..

طلال سلمان - الافتتاحية  21/12/2019

موقع السفير الإلكتروني

بينما الشعب في الشارع، وقد نزل مثقلاً بهموم معاشه، قبل الازمة السياسية وبعدها، فان اهل القصر، بل القصور، ما زالوا منهمكين بتركيب الطرابيش في محاولة بائسة لتشكيل حكومة جديدة، بعد نحو ثلاثة شهور من استقالة حكومة الحريري.

 

انسحب سعد الحريري من ميدان السباق، بعد أن خذلته “قوات” جعجع، واستعصى عليه “التخلص” من جبران باسيل الذي رد بان باشر “تحريض” حميه الرئيس ميشال عون على اختيار بديل من الحريري.. وتوالت الاسماء عشوائيا حتى استقرت على الأستاذ الجامعي الدكتور حسان دياب.. فاذا “جمهور الحريري” ينزل غاضبا إلى الشارع رفضا لهذا المرشح!

لا شيء تغير، اذن.. ويستطيع اللبنانيون أن يتركوا الساحات والميادين مطمئنين إلى أن الامور بخير، بل بألف خير!

كل ما في الامر أن الازمة الاقتصادية تضغط على اعناق اللبنانيين واسباب حياتهم… فدولاراتك (اذا كنت غنيا بها) ليست لك.. والليرة التي استعادت شيئاً من اعتبارها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، ومن ثم بسبب اختفائه من المصارف وتقنين هذه المصارف حاجتك اليه لكي تنفق على بيتك وتلبي احتياجاتك العادية، لا تكفي..

لا شيء تغير، لكن عليك أن تغير اسلوب حياتك، وتعود إلى سلوك اجدادك فتعتمد على ما تختزن من “المونة”: برغل وكشك وعدس وحمص وفول ولبنة جرة..

يستحسن ايضا أن تنسى رصيدك في المصرف، فقد بات ملك المصرف لا يعطيك منه الا مثل ما كنت تعطي لابنك او ابنتك كمصروف..لا شيء تغير.. فلقد اعتاد هذا الشعب أن يسكن الشارع، شهراً وشهرين وثلاثة، والحبل عالجرار!

لا شيء تغير.. ولكن اولادك في البيت لانهم مضربون.. ينتظرون العصر حتى ينزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير في محاولة لحماية حقهم في مستقبل افضل. بل ربما بأي مستقبل!

لا شيء تغير.. الا أنك تقترب من نهاية سنة وبدء سنة جديدة تنبثق من قلب الظلمة والعوز وغموض ما ينتظرك غداً، وما سيكون عليه مستقبل اولادك حيث مستقبل البلاد ودولتها يلفه الغموض..والموفد الاميركي الذي وصل بيروت بالأمس، والذي يعتبر من الخبراء في “المسألة اللبنانية”، استبق قدومه بتصريحات تنضح بالعدائية لـ”حزب الله”، وتطالب بإخراجه من السلطة.. تجنباً لعقوبات محتملة على لبنان.  لا شيء تغير.. ولكن جماهير الانتفاضة التي شكلت اروع صورة عن هذا “الكيان” الذي صيره شعبه وطناً، مهددة بالانقسام الآن على قاعدة طائفية بذريعة اعلان الولاء للرئيس المستقيل سعد الحريري وتكريسه كزعيم للسنة في مواجهة مشروع الحكومة الجديدة التي سوف يتحكم بمسيرتها “الثنائي الشيعي”.في حين أن “القوات اللبنانية” عادت إلى موقع “الميليشيا” اعتراضاً على “خيانة” الحريري لها، بعدما كان التفاهم قائماً على صورة الحكومة التي سوف يشكلها.. ثم خذلها باعتذاره!

لا شيء تغير.. فالنظام الذي يستعصي على التغيير، يحاول الآن استعادة “قوته” من الطبيعة الطوائفية لهذا النظام، ومحاولة تصوير ترشيح حسان دياب وكأنه “انتصار للشيعة على السنة”. انه أخطر تهديد على الانتفاضة التي صمدت لسبعين يوم في ميادين المدن والقصبات والقرى، مؤكدة ولادة شعب بدلاً من الطوائف ووطن بدلاً من الكيان الذي ابتدعه الاستعمار ليكون “بروفة” اولية للكيان الاسرائيلي الذي أقيم بالقوة الاستعمارية على ارض فلسطين العربية، بمسلميها ومسيحيها، وبيت لحم حيث مذود السيد المسيح ومسجد عمر بن الخطاب الذي رفض الصلاة في كنيسة القيامة فصلى بعيدا عنها قبل بناء المسجد الاقصى، حتى لا يأخذ المسلمون ارض الكنيسة او يهدمونها لكي يبنوا مسجدهم، بذريعة “هنا صلى عمر”.

 

ليست هذه الكلمات الحزينة نعياً للانتفاضة بتأكيد وحدة هذا الشعب ووطنيته..فالحكومات تأتي وتذهب.. ولكن الوطن لا يمكن تغييره او شطبه بزيارة الموفد الاميركي، او بتأخر تشكيل الحكومة، او بحرد هذا السياسي او ذاك.

الوطن لكلنا.. وكلنا للوطن،

وليذهب النافخون في الفتنة إلى الجحيم، ومعهم المروجون لها والمستفيدون منها.

زوال اسرائيل  /   موسى عباس 28/08/2019

عن موقع اضاءات الإلكتروني 

 

هل تتحقق نبوءة محمود درويش  ، حين قال قبل أكثر من 20 سنة: "أن الإسرائيليين «عابرون في كلام عابر». " إسرائيل تلفظ انفاسها الأخيرة".

إنه عنوان مقال لكاتب إسرائيلي يدرك الحقيقة، ويعبر عنها بوضوح في صحيفة «هآرتس»، وهو ليس الوحيد الذي دق جرس الإنذار في الكيان الإسرائيلي، لينبه غلاة الصهاينة ومتطرفيهم، بأن لا مستقبل لكم في هذه البلاد التي اسمها فلسطين، وستبقى فلسطين. يقول الكاتب آري شبيط في مقاله: يمكن أن يكون كل شيء ضائعاً، ويمكن أننا اجتزنا نقطة اللا عودة، ويمكن أنه لم يعد من الممكن إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويمكن أنه لم يعد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم البلاد.

إذا كان الوضع كذلك، فإنه لا طعم للعيش في البلاد، وليس هناك طعم للكتابة في هآرتس، ولا طعم لقراءة هآرتس. يجب فعل ما اقترحه روغل ألفر قبل عامين، وهو مغادرة البلاد. إذا كانت الإسرائيلية واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي، ليس فقط بالمعنى التقني، بل بالمعنى النفسي أيضاً، فقد انتهى الأمر. يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين

من هناك، من بلاد القومية المتطرفة الألمانية الجديدة، أو بلاد القومية المتطرفة الأميركية الجديدة، يجب النظر بهدوء ومشاهدة دولة إسرائيل وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة. يجب أن نخطو ثلاث خطوات إلى الوراء، لنشاهد الدولة اليهودية الديمقراطية وهي تغرق. يمكن أن تكون المسألة لم توضع بعد.ويمكن أننا لم نجتز نقطة اللا عودة بعد. ويمكن أنه ما زال يمكن إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم البلاد.يضع شاليط إصبعه على الجرح، بل في عين نتنياهو وليبرمان والنازيين الجدد، ليوقظهم من هذيانهم الصهيوني، بقوله أن باراك أوباما وهيلاري كلينتون ليسا هما اللذان سينهيان الاحتلال.

وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هما اللذان سيوقفان الاستيطان. القوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل من نفسها، هم الإسرائيليون أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسية جديدة، تعترف بالواقع، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض. ويحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا وعدم الموت.الإسرائيليون منذ أن جاؤوا إلى فلسطين، يدركون أنهم حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ.

ومن خلال استغلال ما سمي المحرقة على يد هتلر «الهولوكوست» وتضخيمها، استطاعت الحركة أن تقنع العالم بأن فلسطين هي أرض الميعاد، وأن الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد الأقصى، وهكذا تحول الذئب إلى حمَل يرضع من أموال دافعي الضرائب الأميركيين والأوروبيين، حتى بات وحشاً نووياً.

فقد أكد علماء آثار غربيون ويهود، من أشهرهم «إسرائيل فلنتشتاين» من جامعة تل أبيب، أن الهيكل أيضاً كذبة وقصة خرافية ليس لها وجود، وأثبتت جميع الحفريات أنه اندثر تماماً منذ آلاف السنين، وورد ذلك صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية، وكثير من علماء الآثار الغربيين أكدوا ذلك.

وكان آخرهم عام 1968 م، عالمة الآثار البريطانية الدكتورة «كاتلين كابينوس»، حين كانت مديرة للحفائر في المدرسة البريطانية للآثار بالقدس، فقد قامت بأعمال حفريات بالقدس، وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير الإسرائيلية، حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى.

حيث قررت عدم وجود أي آثار أبداً لهيكل سليمان، واكتشفت أن ما يسميه «الإسرائيليون» مبنى إسطبلات سليمان، ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلاً، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين، وهذا رغم أن «كاثلين كينيون» جاءت من قبل جمعية صندوق استكشاف فلسطين، لغرض توضيح ما جاء في الروايات التوراتية، لأنها أظهرت نشاطاً كبيراً في بريطانيا في منتصف القرن 19 حول تاريخ «الشرق الأدنى».

لعنة الكذب هي التي تلاحق الإسرائيليين، ويوماً بعد يوم، تصفعهم على وجوههم بشكل سكين بيد مقدسي وخليلي ونابلسي، أو بحجر جمّاعيني أو سائق حافلة من يافا وحيفا وعكا.يدرك الإسرائيليون أن لا مستقبل لهم في فلسطين، فهي ليست أرضاً بلا شعب كما كذبوا. ها هو كاتب آخر يعترف، ليس بوجود الشعب الفلسطيني، بل وبتفوقه على الإسرائيليين، هو جدعون ليفي الصهيوني اليساري، إذ يقول:

يبدو أن الفلسطينيين طينتهم تختلف عن باقي البشر، فقد احتللنا أرضهم، وأطلقنا عليهم الغانيات وبنات الهوى، وقلنا ستمر بضع سنوات، وسينسون وطنهم وأرضهم، وإذا بجيلهم الشاب يفجر انتفاضة الـ 87.. أدخلناهم السجون وقلنا سنربيهم في السجون.

 وبعد سنوات، وبعد أن ظننا أنهم استوعبوا الدرس، إذا بهم يعودون إلينا بانتفاضة مسلحة عام 2000، أكلت الأخضر واليابس، فقلنا نهدم بيوتهم ونحاصرهم سنين طويلة، وإذا بهم يستخرجون من المستحيل صواريخ يضربوننا بها، رغم الحصار والدمار، فأخذنا نخطط لهم بالجدران والأسلاك الشائكة..

وإذا بهم يأتوننا من تحت الأرض وبالأنفاق، حتى أثخنوا فينا قتلاً في الحرب الماضية، حاربناهم بالعقول، فإذا بهم يستولون على القمر الصناعي عاموس ويدخلون الرعب إلى كل بيت في إسرائيل، عبر بث التهديد والوعيد، كما حدث حينما استطاع شبابهم الاستيلاء على القناة الثانية.. خلاصة القول، يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال.

ها هم الصهاينة يؤكدون بأنفسهم زَيفَ ادّعاءاتهم وكذبهم،وكيف أنّهم سعوا جهدهم لتزييف التاريخ و لخداع العالم لكن "من أفواههم ندينهم". أن الحق يجب أن يعود لأصحابه مهما طال الزمان ومهما غلت وعظمت التضحيات ، فلا شيء أغلى من الوطن ومن كرامة الوطن ومن كرامة الإنسان في الوطن.

ختاماً  لا بدّ ا ن ذاك اليوم سيأتي لأنّ وعد الله لا بدّ ان يتحقق:* فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرّةٍ وليتبّروا ما علوا تتبيرا*( الإسراء الآية 7).

كتب محمود محمـد سويدان :

   في الذكرى الثالثة عشرة لحرب تموز 2006 التي لم يُكتب فيها الحياة الا لطويل العمر لا بد من ذكر محطات عابرة عن حرب الثلاثة وثلاثين يوماً التي  عشتها سبعة ايام في بلدتي ياطر وستة وعشرين يوماً في حي  السلم في ضاحية بيروت الجنوبية حيث فضلت وأسرتي ان اسكن منزلي هناك ولو تحت النار والجحيم لأتجنب مرارة التهجير الذي لم اعتد عليه بحمد الله تعالى ، وقد كان التعرض للمخاطر هناك نزهة قياساً بما تعرضنا له في بلدتنا ياطر التي تبعد 5 كلم خط نار عن الحدود مع فلسطين المحتلة والتي تحولت وأخواتها من قرى الجوار الى جبهة حرب رئيسية في 12 تموز 2006 ، خصوصاً في الأيام الأخيرة للحرب في 12 آب 2006 حيث تلقى العدو الضربتين الفادحتين في اليوم نفسه: الأولى تمثلت بمجزرة الدبابات في وادي الحجير وتحطم اسطورة ال"ميركافا"  ( المركبة بالعربية) والثانبة بإسقاط طائرة نقل الجند ال"يسعور"   ( الدبور بالعربية ) في خراج بلدة ياطر  بعد استفتاحية ضرب المقاومة للبارجة الصهيونية "حانيتا" امام شواطئ بيروت في 14 تموز 2006.

  وكان اللافت ان هذه المعارك جرت في اليوم التالي على صدور القرار الدولي 1701 الذي دعا الى وقف الأعمال الحربية . وقد بذل العدو الصهيوني اقصى ما يملك من طاقة وقدرة تدميرية لتحقيق اي انجاز عسكري يحفظ ماء وجهه ويستر إخفاقه قبل توقف الأعمال الحربية بموجب القرار الدولي الذي صدر آنذاك في 11 آب 2006 تمهيداً للوصول لاحقاً الى المرحلة الثانية وهي : وقف إطلاق النار ولا زلنا بعد مرور 13 عاماً على توقف الحرب في المرحلة الأولى : " وقف الأعمال الحربية "

  وكان الوفد اللبناني في الأمم المتحدة قد اصر على نشر قوات اليونيفيل على الحدود وفقاً للبند السادس من البنود التي تنظم عمل قوات الطوارىء الدولية في مناطق النزاعات بينما اصر العدو تدعمه الديبلوماسية الأميركية على نشر اليونيفيل وفقاً للبند السابع الذي يعطيها الحق باستعمال السلاح الى ان جرى التوصل التى تسوية قضت بانتشارها تحت البند السادس وفي حال تعرضها لـ" اعتداء " تتصرف وفقاً للبند السابع . وبعد هذه التسوية تم تحديد موعد وقف العمليات العسكرية عند الساعة الثامنة من صباح يوم الإثنين الواقع فيه 14 آب 2006 .

  والتحية للديبلوماسية اللبنانية التي قاتلت في الأمم المتحدة مثلما قاتل المقاومون على جبهات القتال في تجسيد فعلي لما قاله ضمير لبنان دولة الرئيس سليم الحص عافاه الله : إن للبنان بندقيتين ، واحدة مرفوعة في الأمم المتحدة والمحافل الدولية تناضل لأجل الحق اللبناني وأخرى مرفوعة على حدود الوطن تذود عن ترابه . وقد انتزعت الديبلوماسية اللبنانية لأول مرة اعترافاً من الأمم المتحدة بوجود قضية نزاع بين لبنان والعدو الصهيوني اسمها مزارع شبعا وذلك في البند الثامن من بنود القرار 1701 .

  صبيحة يوم الإثنين  14 آب 2006 وتلبيةً لنداء دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري زحفت جموع الجنوبيين من كل جهات الوطن التي احتضنتهم الى قرى الجنوب منذ اللحظة الأولى لتوقف الحرب . فضلت البقاء في حي السلم لأيام حتى يخف ازدحام العائدين . اول ما فعلته في ذلك اليوم هو انني قدت سيارتي وتجولت في شوارع الضاحية متوجهاً نحو بئر العبد والرويس وحارة حريك . لكثافة الدمار شبه الشامل لمباني الضاحية ظننت بأنني اتجول في شوارع برلين في نهاية الحرب العالمية الثانية عام  1945 والتي كنت أقرأ عنها في مراحل التعليم الثانوي .

   فبعدما عجز العدو عن الوصول براً الى مياه نهر الليطاني واندحرت قواته في  وادي الحجير وجرّت أذيال الخيبة في مختلف قرى المواجهة لجأ الى اسلوب التدمير الهائل للبشر والحجر وارتكب ابشع المجازر في التاريخ الإنساني بسبب انكسار هيبة الجيش " الذي  يقهر"  مبتكراً نظرية " كي الوعي " لدى اللبنانيين أي إحداث الصدمة لدى العائدين لهول الدمار الذي سيرونه لكنه لم ينجح بالتستر على الهزيمة التي لحقت به من دون مبالغة . فالمقاومة اللبنانية لم تكن تملك الأسلحة التي تمكنها من تدمير ترسانة العدو العسكرية  وليست جيشاً نظامياً ، ولكن الحرب حرب إرادات فأن تمنع العدو الصهيوني من فرض شروطه وإرادته على سيادة بلدك واستقلاله  وتتمكن من دحر قواته التي حاولت التوغل واحتلال القرى يكون هذا هو النصر بعينه ولو بكلفة 1200 شهيد لأن كلفة الانتصار أقل بالكثير الكثيرمن كلفة الهزيمة والعار مهما بلغت التضحيات .

   صباح الجمعة 18 آب 2006  انطلقت وأسرتي عائداً الى بلدتي ياطر  ولدى وصولي الى مدينة صور علقت بازدحام شديد جانب ثكنة بنوا بركات للجيش اللبناني البطل شريك المواجهة مع العدو حتى باللحم الحي، وعند الاستفسار عن سبب الازدحام أجابني احد المواطنين : "إن اهالي بلدة ياطر يقومون بسحب ودائعهم ( يقصد رفات الشهداء) من جانب الثكنة . حمدت الله تعالى انه كتب لي جزاء الصمود ومغامرة البقاء في الضاحية  أن اسير بموكب شهداء بلدتي من صور الى ياطر .

   ومن محطات تلك الحرب التي كنت ومن تبقى من اهلي وبعض الجيران في حي السلم مرشحين كل يوم لأن نكون من عداد الشهداء فيها أن طائرات العدو القت ذات نهار مناشير تهدد سكان حي السلم والرويس وبرج البراجنة بإخلاء منازلهم الخالية بالأصل الا القليل منها. فسقط بعض المناشير فوق مزرعة للأبقار في محلة التيرو على اطراف الحيْ وقصف طيران العدو لاحقاً المزرعة مفتعلاً المجزرة حتى بالأبقار التي لا حول لها حيث علل الأستاذ طلال سلمان ساخراً في افتتاحية " السفير "  في اليوم التالي لتلك المجزرة بأن  " ذنب تلك الأبقار المسكينة انها لم تقرأ  مناشير العدو " .

   على جبانة بلدتنا ياطر صلينا على الشهداء ، واريناهم الثرى ، أمسكت بورقة ملقاة على الأرض وإذا بها منشور إسرائيلي : " الى اهالي الجنوب اللبناني ، ها قد عدتم الى قراكم وبيوتكم ووجدتموها قد دمرت ، وقد رأيتم ماذا فعل بكم المخربون، إن جيش الدفاع الإسرائيلي لن يتوانى عن العودة الى تدميرها في حال إيوائكم المخربين " . من جديد نعود الى نظرية كيْ الوعي الإسرائيلية . ولكن من كوى الوعي عند الآخر ؟ الإسرائيلي ام لبنان بصمود مقاومته وجيشه الباسل وشعبه المضحي ؟، والذي حطم نظرية "نقل المعركة الى ارض العدو" فيما جبهته الداخلية تنعم بالأمان، وهي النظرية التي طالما تغنى بها الإسرائيلي في كل حروبه النظامية مع العرب ،  ولكن مفاجأة حرب 2006  ان صواريخ المقاومة طالت العمق الصهيوني حتى ضواحي تل ابيب ( تل الربيع الفلسطينية )  لأول مرة منذ حرب تشرين ( أكتوبر 1973) .

   لدى عودتي الى بيتي بعد مشاركتي بواجب تشييع الشهداء ولمتابعة التطورات أدرت المذياع لأستمع عبر اثير اذاعة العدو الى ما يلي : "طلب رئيس بلدية حيفا من اجهزة الدفاع المدني والشرطة المحلية والسكان العائدين الى المدينة أن يعمدوا الى إلقاء بقايا الصواريخ والقذائف التي اطلقها "المخربون" ( المقاومون) في البحر وذلك لتجنب تعرض العائدين (المستوطنين)  للصدمات النفسية " ،  سبحان الله ، اي وعي بقي لهؤلاء الصهاينة بعد هذا الإقرار بالإصابة بالصدمات النفسية لمجتمع هش جراء العثور على بقايا صاروخ متفجر اطلقته المقاومة ، يحاول العدو بإلقاء المناشير التي تهدد سكان قرى الجنوب إحداث نفس التأثير الذي تفعله بقايا صاروخ في مستوطنة .  وقد نسي العدو أن اهالي الجنوب اعتادوا على اسلوب التدمير الممنهج في عدوانيه عامي 1993 و 1996 .

في 2 آب 2006 ورداً على تلميحات قادة العدو بقصف بيروت هدد قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله قادة العدو  بقصف تل أبيب، عادت بي الذاكرة الى ما قرأته من مذكرات بطل حرب العبور في حرب اكتوبر 1973 الفريق سعد الدين الشاذلي عندما كان يأمر طلعات سلاح الجو المصري بخرق جدار الصوت فوق تل ابيب أيام الزمن الجميل .

  في 4 آب 2006  تنقل وسائل إعلام العدو الصهيوني ان سلطات الاحتلال أغلقت مطار بن غوريون الدولي ليس بسبب تهديدات المقاومة بل للحد من تعاظم الهجرة المعاكسة من جراء احتشاد المستوطنين الذين بلغ عددهم منذ بداية الحرب في 12 تموز 2006 مئتين وخمسين ألفاً  امام سفارات الدول الغربية يطلبون تأشيرات الدخول ( تخيلت ان كل فرد من هؤلاء توجه الى سفارة البلد الذي اتى منه ابوه أو جده لاستيطان فلسطين ليطالب بأحقية عودته الى ذلك البلد ) . وبكل حال هذا من افضال حرب تموز التي كشفت زيف ذلك الكيان الغاصب وأعادت طرح سؤال " الوجود "على المجتمع الصهيوني : هل حقيقة ً ان فلسطين هي الملجأ الآمن ليهود العالم؟ هذا السؤال الذي ظن انه تجاوزه منذ آخر حرب نظامية بين العرب و"إسرائيل" .

وهنا أورد مذكرات مستوطن صهيوني كتبها بعد الذكرى الأولى للحرب عام 2007  ونقلتها الصحافة اللبنانية عن وسائل إعلام العدو  وسمعتها عبر المذياع : في 3 آب 2006 اشتد القصف الصاروخي لمستعمرة كريات شمونة ( قرية الخالصة الفلسطينية) وغادرها اكثر من 60 بالمئة من ساكنيها ، قررت الحكومة إخلاء جميع من تبقّى من السكان بعد تعطل مرافق الحياة فيها وأحضرت الحافلات . حزمت ما أمكنني من الأمتعة والحاجات ووضبتها على عجل في حقيبة ، تركت المسكن تركت الذكريات ، وكل شيء جميل . تأبطت حقيبتي وركبت الحافلة التي ستبتعد بنا الى اواسط البلاد . وعلى مقاعد الحافلة راحت مخيلتي تستعرض صور النازحين الفلسطينيين في القرن الماضي . ها انذا اتذوق مرارة التهجير. الآن ادركت ما الذي فعلناه بالشعب الفلسطيني عام 1948 " .

  خلال مواجهات الحرب ، على فراش المرض وما تبقى له من هنيهات ما قبل الرحيل،  في احد مشافي دمشق يأتي احد مساعدي حكيم الثورة الدكتور جورج حبش ( الأمين العام الأسبق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) ليخبره بأن صواريخ المقاومة تنهال على حيفا وعكا وطبريا وبيسان فيفرح الحكيم ويحمد الله تعالى الذي أحياه الى اليوم الذي يسمع فيه بتساقط الصواريخ على عمق فلسطين المحتلة ويقول : " ألم اقل لكم ان منطق التاريخ يحتم زوال هذا الكيان الصهيوني الغاصب " وأن الحق سيعود لأصحابه مهما طال الزمن . ذكرني كلام الحكيم بالقاعدة الذهبية التي أرساها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر : " ما أُخِذَ بالقوة لا يُستردّ بغير القوة".

  لإمام الوطن والمقاومة الذي نقترب من ذكرى تغييبه سماحة الإمام السيد موسى الصدر الذي قال " إذا لقيتم العدو فقاتلوه بأسنانكم وأظافركم وسلاحكم مهما كان متواضعاً " نقول لك يا سيدي الإمام لم يعد سلاح شعبنا الذي سطّر الملاحم في حرب تموز 2006 متواضعاً بل طال عمق العمق الصهيوني وبوارجه في البحر ومدناً في فلسطين نفضت عنها المقاومتان اللبنانية والفلسطينية غبار النسيان .

   وكل ما تقدم بفضل دماء الشهداء وأنين الجرحى وتضحيات المجاهدين حماة ثغور هذا الوطن من عسكريين ومقاومين وبفضل شعبنا الذي تحمل وصبر وضحى بكل ما يملك لأجل إعلاء شأن لبنان عالياً . وللمرة الأولى في تاريخ الصراع مع هذا العدو الغاشم يمر على لبنان 13 عاماً اطول فترة هدوء لا يتجرأ فيها العدو الصهيوني على الإعتداء على بلادنا .

 

طلال سلمان  /  السفير العربي الإلكترونية  08/08/2019

  لن يُفسد علينا فرحتنا بانتصار الثورة الشعبية العظيمة في السودان أن تبادر بعض الدول العربية المعادية للثورات، والتي تتاجر بالدين الحنيف تجارتها بالنفط والغاز، إلى ادعاء “احتضانها” هذا التغيير الذي سيكون له ما بعده في الاقطار العربية جميعاً.

ذلك أن شعب السودان المجوع والمضطهد والمقموع منذ دهور قد صمد في الشارع لشهور طويلة، بعد الانقلاب العسكري الذي خلع الماريشال حسن البشير واودعه السجن…

..ثم صمد هذا الشعب الجبار في وجه محاولات الخداع والمكر التي استخدمت لإخراجه من الشارع، مصراً على مطلبه بعودة بلاده إلى الحياة الطبيعية، وعودة العسكر إلى ثكناتهم، وتحديد موعد للانتخابات النيابية بحيث يتولى المجلس المنتخب اختيار رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة تحوز ثقته.

ولقد سارعت دولة الامارات ومعها السعودية (مملكة ورثة مسيلمة الكذاب) إلى محاولة احتواء الانتفاضة المجيدة لشعب السودان، عبر الاعتراف بالقيادة العسكرية للانقلاب ضد البشير، ودفع سيل من “الشرهات” ووعود بالمنح والمساعدات والقروض الميسرة، ودعوة “حميدتي” وغيره من ضباط الانقلاب إلى القمم الثلاث التي عُقدت في مكة المكرمة..

 …فلما تجددت الانتفاضة الشعبية بعد تعرض القوات المسلحة للمتظاهرين في مدينة الابيض، أخذ المجلس العسكري يتراجع مفتسحاً المجال امام الوساطة الاثيوبية والافريقية بقصد الوصول إلى حل سياسي يحقق مطامح هذا الشعب الذي يعيش الفقر في بلاد النيلين (الازرق والابيض).

 على أن السعودية والامارات لم تيأسا، بعد، من الهيمنة على قرار “السودان الجديد”، فيما يبدو، فقررتا المضي في مغامرة شراء “السودان الجديد” عبر تقديم مساعدات مجزية كقرض يمكن تحويله إلى منحة، ثم المسارعة إلى الاعتراف بالاتفاق الذي تم توقيعه بين جبهة المعارضة (ومن ضمنها الحزب الشيوعي) وقادة الانقلاب العسكري ممثلين بـ”حميدتي”…ولقد لاقتهما قاهرة السيسي ودول عربية أخرى، خليجية اساساً، في محاولة جديدة لتطويق اندفاعة الانقلاب نحو أن يصير ثورة تغير الواقع البائس الذي فُرض على السودان طوال عقود.

هذا يعني أن محاولة تطويق الانتفاضة الشعبية في السودان مستمرة. لكن السودانيين اصحاب تجربة غنية، سواء مع العسكر (باستثناء سوار الذهب الذي رفض الرئاسة وقدم استقالته التي فاجأت الجميع، وأعاد السلطة إلى صاحبها، أي الشعب..) او مع احزاب السلطة، وعلى هذا فمن الصعب أن تجوز عليهم خديعة جديدة، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

ومؤكد أن محاولات محاصرة الانتفاضة الجديدة ستتوالى، سواء بالذهب ام بالضغط السياسي والاقتصادي من دول الجوار العربي أو من دول الهيمنة بالقيادة الاميركية..

..ويمكن أن يتم الحصار بالذهب وليس بالعسكر،

كذلك يمكن أن تتم محاولات التفجير عبر الايقاع بالجميع، العسكر والمعارضة بفصائلها المختلفة،

ويمكن ان تلعب دول النفط والغاز دوراً تخريبياً خطيراً، عبر شراء ولاءات بعض القبائل او بعض العسكر، للخروج على الاتفاق، او تأجيل التنفيذ بحيث يتم التحريض على العسكر او شق الجيش عبر تبني بعض الضباط الطامعين بالوصول إلى قمة السلطة.. وخير الله عند اهل النفط والغاز كثير، ومهما بذلوا من مال لإبقاء السودان في حظيرة الولاء لهم، لا قيمة له أمام كسب السودان وابقائه تحت وصايتهم.. خصوصاً وان السودان هو البوابة الخلفية لمصر، فاذا ما استقر الحكم الجديد فيه (بصيغته العتيدة المستندة إلى الاتفاق بين الجيش وقوى التغيير..) يتعاظم الخوف من العدوى، خصوصاً وان ليبيا الحالية تلعب دور “الجار المؤذي” الذي يضطر حاكم القاهرة إلى التدخل متحملاً أكلافاً باهظة…

ثم أن مصادفة التلاقي على ارض الثورة على النظام العسكري بين ثوار السودان وثوار الجزائر الذين امضوا حتى اليوم شهوراً طويلة من التظاهر والاعتصام طلباً للتغيير، وإعادة الروح إلى بلاد المليون شهيد وتمكينها من بناء مستقبلها الافضل والعودة إلى لعب دورها المؤثر في المحيطين العربي والافريقي..

لقد خمدت حركة الاعتراض الشعبي، ولو بالثورة، في معظم الارض العربية، وحلت محلها الفتن والحروب الاهلية بعد توفر الحاضنة الاميركية ـ الاسرائيلية (كما سوريا)، او تصدع المجتمع واستنهاض القبائلية وخلافاتها “التاريخية” على الماء والكلأ، ثم على النفط والسلطة، كما في ليبيا المفتوحة الآن امام تدخل “الجميع”: من تركيا حتى قطر، ومن الغرب الاميركي حتى.. اسرائيل التي لا تفوت فرصة لبث الفتن في الوطن العربي الا واستغلها.

وها أن سوريا غارقة في دمها بسبب أَشكال التدخل بالمال والسلاح والتوغل التركي في ارضها والاعتداءات الاسرائيلية التي تكاد تكون يومية، والتي تشارك اردوغان في تخريب هذا البلد العريق والذي طالما لعب اهله دور الطليعة في الثورة ضد الاجنبي وفي التقدم المدني وفي التقدم ليكونوا دعاة الوحدة العربية وأول ما اندفع اليها تحت راية جمال عبد الناصر..

..والعراق يعيش مناخاً من الحرب الاهلية “بأفضال” إرث صدام حسين و”انجازات” الاحتلال الاميركي وأبرزها إشعال نار الفتنة بين السنة والشيعة، وبين العرب والكرد.. وبين دجلة والفرات!

إن المواطن العربي يتطلع الآن إلى الجزائر والسودان آملاً أن ينبثق منهما فجر الغد الجديد الذي طال انتظاره.

وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ… بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ